Lili Iskandar
أسيل طفيلي١٧ يونيو ٢٠٢٥تقاريرL. IskandarAl Ittihadالدوري السعودي الممتاز للسيدات

مقابلة حصريّة مع نجمة المنتخب اللبناني ليلى إسكندر: "لا حدود للكرة النسائيّة في السعودية"

كيف كانت تجربة إسكندر في الدوري السعودي؟ وما توقعاتها لمستقبل اللعبة في المملكة؟

تجربة احترافيّة أولى في الدنمارك... يليها تتويج بالدوري في الأردن ونجاحات في السعوديّة.

تُعتَبر ليلى إسكندر إحدى أبرز الأسماء على الساحة الكرويّة اللّبنانيّة ومثال لنجاح اللاعبة اللبنانيّة بنقل مسيرتها الرياضيّة نحو عالم الاحتراف. فمِنَ اللعب في دوري هواة يفتقد لمعايير الاحتراف للّعب في الدوري السعودي والتنافس مع لاعبات عالميّات سبق لهنّ وأن فزنَ ببطولات أوروبيّة، أثبتت إسكندر بأنّ لا شيء مستحيل في عالم كرة القدم.

Adidas 320x100

  • البدايات مع كرة القدم

    كحال غيرها من بنات جيلها، بدأت إسكندر ممارسة كرة القدم مع أشقاؤها وأصدقائها في مسقط رأسها زغرتا، شمال لبنان، وهي في الثامنة من عمرها فقط. انضمّت لفريق المدينة ولعبت مع الصبيان بسبب عدم تواجد فريق فئات عمريّة للفتيات. بعد ثلاث سنوات من اللعب مع زملائها والاستفادة من الاحتكاك بهم بدنيّاً، وبسبب شغفها باللّعبة، نجحت إسكندر بإقناع فتيات من مدينتها من الانضمام للنادي وابداء رغبتهنّ بلعب كرة القدم، ممّا دفع الأخير الى تشكيل فريق للفتيات. وبالفعل، شكّل نادي السلام زغرتا فريق فتيات وشارك في عدّة دوريّات ينظّمها الاتحاد اللبناني لكرة القدم سواءً على صعيد دوري السيّدات أو دوريّات الفئات العمريّة. مع تطوّر مستواها ورغبتها بدفع نفسها نحو الأعلى، انتقلت إسكندر الى بطل لبنان حينها، ستارز أكاديمي، حصدت معه لقب الدوري وشاركت معه بالنسخة الأولى من بطولة غرب آسيا للأندية عام 2019.

  • Michael Campanella

    التألّق مع المنتخب اللبناني واقتناص فرصة الاحتراف

    بعد قيادتها المنتخب اللبناني للفوز ببطولة غرب آسيا تحت 18 عاماً في عام 2020، وحصولها على جائزة أفضل لاعبة في البطولة، لفتت ليلى إسكندر انظار العديد من الأندية وكشّافي المواهب. وبعد فترة مفاوضات، أعلن نادي كوغي (HB Køge) الدنماركي تعاقده معها لمدّة موسم.

    التجربة الاحترافيّة الثانية لإسكندر كانت في الأردن حيث انضمّت لنادي الاتحاد الذي كان يقوده حينها مدرب منتخب لبنان السابق وائل غرز الدين. فازت مع نادي الاتحاد بلقبه الأوّل في الدوري الأردني للمحترفات لموسم 2023، وسجّلت 14 هدفاً متوّجة بلقب الهدّافة.

  • الانضمام لنادي الاتحاد السعودي

    في أكتوبر 2023، وبعد أيام قليلة من فوز منتخب لبنان للسيدات بالبطولة "الدولية الودية للسيدات" 2023 التي استضافتها مدينة الطائف في السعودية حيث حصدت جائزة "هدّافة البطولة" برصيد 3 أهداف، أعلن نادي الاتحاد السعودي عن انضمام إسكندر لصفوفه على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم. أنهت إسكندر الموسم بسبعة أهداف وتمريرة حاسمة واحدة في 17 مباراة في جميع المسابقات. في الموسم الثاني لها في الدوري السعودي، لعبت إسكندر ستة عشر مباراة مسجّلة خمسة أهداف إضافةً لتمريرة حاسمة.

    غادرت إسكندر النادي العالمي في نهاية موسم 2024-2025 في تجربة تصفها بالايجابيّة رغم فشل النادي بتلبية التوقعات التي وضعتها اللاعبات انفسهنّ: "استفدت من تجربتي في السعوديّة كثيراً رغم أنّنا على الصعيد الجماعي لم نتمكّن من تحقيق ما أردنا تحقيقه ولم نُقدِّم المستوى المطلوب في معظم الأحيان."

    فرغم تعاقُد نادي الاتحاد مع عدّة لاعبات مميّزات كالنيجيريّة آشلي بلامتر، الإنجليزية ليغان روب، الأردنيّة شاهيناز جبرين، وليلى إسكندر، أنهى الدوري في المركز السادس والمركز السابع توالياً.

    لإسكندر، الأمر لا يعود فقط للتخبّط الفنّي الذي عاناه النادي العالمي، بل لشدّة التنافس في الدوري.

    "المستوى في الدوري السعودي صعب، على عكس ما يظنّه الجميع. وهذا أمر نتكلّم عنه باستمرار مع زميلاتي اللاعبات الأجنبيات في الفريق. كان علينا مسؤوليّة كبيرة، فتمثيل نادي الاتحاد يأتي مع مسؤوليّة وحاولنا نقل خبراتنا لزميلاتنا والمُساهمة بقدر الإمكان."

  • المحطّة القادمة لليلى؟

    أعلن نادي الاتحاد في شهر ايّار الماضي عن انهاء التعاقد مع ليلى إسكندر لتُصبِح لاعبة حرّة تبحث عن تجربتها المُقبِلة. عمليّة بحث تتعامل معها إسكندر بحذر حيث تحاول إيجاد التوازن بين مسيرتها الكرويّة، دراستها وحياتها الاجتماعيّة.

    "فترة الانتقالات دائماً ما تحمل في طيّاتها الكثير من الشكّ. أبحث عن فرصة تسمحُ لي بالجمع بين دراستي واللعبة. أريد أن أتحدّى نفسي مع نادٍ جديد بطموحات كبيرة... أبحث عن فرصة متوازنة."

  • تطوّر الدوري السعودي

    لا يختلف اثنان على أنّ الدوري السعودي للمحترفات في تطوّر مُلفِت نتيجة للاستثمارات التي يقوم بها الاتحاد إضافةً للأندية. فمنذ مشاركتها في النسخة الثانية من الدوري، لاحظت ليلى إسكندر الفرق.

    "التطوّر مُلفِت جدّاً... أمضيت موسمين في السعوديّة والتطوّر الذي شاهدته من الموسم الأوّل للثاني كبير جدّاً. الدولة، الاتحاد السعودي والأندية تؤمّن كلّ ما تحتاجه اللاعبة للتفرّغ للّعبة والعمل على تطوير قدراتها. النظام الاحترافي الموجود يُساهِم بنهوض اللعبة وأكبر دليل هو تحسّن مستوى اللاعبات السعوديات."

    "نظرة المجتمع لكرة القدم النسائيّة تتغيّر يوم بعد يوم... وهذا سيُحفّز الأجيال القادمة على لعب كرة القدم والنظر الى اللعب من منظار آخر أكثر احترافيّة. وبنظري، الدوري السعودي سيُصبِح من دون شكّ من أفضل الدوريّات النسائيّة في العالم. عند الرجال، دوري روشن أصبح بالفعل إحدى أكثر الدوريات تنافُسيّة ونجاح، والدور الآن لدوري السيّدات."

    في الشرق الأوسط، لا تزال كرة القدم النسائيّة تعاني من العديد من المشكلات حيث لا تزال تفتقد لأسس الاحتراف في بلدان كلبنان وسوريا، وتواجه غياب للاستثمارات التي تحول دون تمكّن اللاعبة من تكريس الوقت والمجهود الكافيين. أمّا في السعوديّة، فنشهد الاهتمام الذي يبذله الاتحاد السعودي للنهوض باللّعبة.

    وتختتم ليلى إسكندر كلامها مثنية جهود القيّمين على اللعبة قائلة:

    "وصراحة؟ أمام هذا الاهتمام، لا يُمكِن للاعبة إلاّ أن تُعطِي كل ما في جعبتها من طاقة لتطوير نفسها واللعبة."

    728x90_AR

OSZAR »